كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



أما بعد... فقد فهمت ما سألت عنه فيما تتابعت الجهمية في صفة الرب العظيم الذي فاتت عظمته الوصف والتقدير وكلت الألسن عن تفسير صفته وانحسرت العقول دون معرفة قدره فلما تجد العقول مساغا فرجعت خاسئة حسيرة وإنما أمروا بالنظر والتفكر فيما خلق وإنما يقال: كيف؟ لمن لم يكن مرة ثم كان أما من لا يحول ولم يزل وليس له مثل فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو.
والدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته: عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه لا يكاد يراه صغرا يحول ويزول ولا يرى له بصر ولا سمع فاعرف غناك عن تكليف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها فأما من جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكليفا فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران ولم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22 23] فقال: لا يرى يوم القيامة... وذكر فصلا طويلا في إقرار الصفات وإمرارها وترك التعرض لها.
وقيل: إنه نظر مرة في شيء من سلب الصفات لبعضهم فقال:
هذا الكلام هدم بلا بناء وصفة بلا معنى.
وذكر عبد الملك بن الماجشون الفقيه: أن المهدي أجاز أباه بعشرة آلاف دينار.
وقال أحمد بن كامل: له كتب مصنفة رواها عنه: ابن وهب.
__________
= عنه مقالة التعطيل في الإسلام وهو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت إليه وقد قتل سنة (128 ه) مع الحارث بن سريج في حربه ضد بني أمية. (انظر: الطبري: 7 / 220 221 236 237 وتاريخ الجهمية والمعتزلة: 10 وما بعدها للقاسمي).
والسلف كانوا يسمون كل من نفى الصفات وقال: إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة جهميا.
والامام أحمد يرى- فيما يحكيه ابن جرير عنه- أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال: غير مخلوق فهو مبتدع.